مما لا شك فيه أن العلوم الإنسانية ذات طبيعة متغيرة ومتجددة ، فلا حرج في
أن تجد العلماء قد اختلفوا في إعطاء مفهوم لمصطلح معين ، مختلفين في الصياغة متفقين في المضمون ، لذا سنستعرض هنا بعضاً من المفاهيم لمفهوم
القيادة من وجهة نظر بعض المفكرين وعلماء الإدارة متكلين على الله سبحانه وتعالى في
بيان ما اتفقوا فيه وما اختلفوا فيه قدر الإمكان ، ومن ثم إعطاء رأي الباحث
المتواضع حول هذا المفهوم للخروج بفائدة نسأل الله أن ينفع بها .
بعض تعاريف القيادة :
أولاً : عرف القحطاني (1429هـ ) القيادة بأنها " قدرة
القائد على إقناع الأفراد والتأثير عليهم لحملهم على أداء واجباتهم ومهامهم التي
تسهم في تحقيق الهدف المشترك للجماعة" (ص.8).
ثانياً :
عرف آل ناجي ( 1434هـ ) القيادة بأنها " العملية الإدارية التي يمارسها
شخص معين ، للتأثير على مجموعة ، لتحقيق هدف محدد ، بوسيلة الإقناع ، أو باستعمال
السلطة الرسمية حسب مقتضيات الموقف " (ص. 223) .
ثالثاً : عرفها هانتر ( 2006) على أنها "مهارات
التأثير في الناس من أجل العمل بحماس عل تحقيق أهداف محددة باعتبارها تحق المصلحة
العامة المشتركة ، بشخصية أخلاقية قويمة توحي بالثقة " (ص. 32 ).
أوجه
الشبه والاختلاف
من
التعاريف الثلاثة السابقة الذكر، يتضح لنا أن هناك اتفاق بين الكُّتاب واختلاف
وسنوضحها فيما يلي :
أوجه الاختلاف :
أولاً
:
يرى القحطاني
أن القيادة قدرة شخصية .
بينما يرى آل
ناجي بأن القيادة عملية إدارية .
فيما ذهب هانتر
إلى أن القيادة مجموعة من المهارات .
ثانياً
:
اتفق القحطاني و هانتر على أن الهدف جماعي
يُحقق على مستوى الجماعة ، بينما ذهب آل
ناجي إلى أن القائد يسعى لتحقيق هدف محدد فقط ولم يتسم هذا الهدف لديه بالجماعية .
ثالثا
:
اتفق القحطاني و آل ناجي على أن وسيلة القائد
في التأثير هي الإقناع ، بينما ذهب هانتر إلى أن وسيلة التأثير هي أخلاق القائد
القويمة التي توحي بالثقة .
رابعاً
:
ذهب آل ناجي في تعريفه إلى وسيلة أخرى من وسائل
التأثير إضافةً إلى الإقناع ألا وهي
التأثير باستعمال السلطة الرسمية حسب الموقف .
أما أوجه الاتفاق :
فقد اتفق الجميع في ما قدموه من تعريف للقيادة
على أنها تقوم على التأثير لتحقيق الأهداف .
من وجهة نظر الباحث :
نخلص هنا إلى أن جميع رجال الإدارة يتفقون في
المضمون ويختلفون في الصياغة و هذا أمر طبيعي في شأن العلوم الإنسانية .
مما سبق يمكن تعريف القيادة بأنها :
" القدرة على استخدام احدث
الأساليب والمهارات الإدارية وتوظيفها بالشكل الصحيح ، للتأثير على الآخرين، سعياً
لتحقيق أهداف مشتركة للجميع ، إما بالإقناع
أو السلطة الممنوحة نظاماً أو
بالخبرات السابقة ، ناشداً بذلك التغيير والتحويل للأفضل بأقل وقت وأقل تكلفة
ممكنة " .
المراجع
:
1- القحطاني ، سالم سعيد ( 1429هـ) .القيادة
الادارية – التحول نحو نموذج القيادي العالمي .ط2 . الرياض :بدون ناشر .
2- هانتر، جيمس سي (2006) .مبدأ القيادة الأكثر
فعالية في العالم – كيف تصبح قائداً خادماً .ط1 .الرياض : مكتبة جرير .
3- آل ناجي ، محمد بن عبدالله ( 1434هـ ) .
الإدارة التعليمية والمدرسية نظريات وممارسات في المملكة العربية السعودية . ط 5 .
أبها : رفد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق